مجلة منتدى الحنين الثقافي والأدبي
مجلة منتدى الحنين الثقافي والأدبي
مجلة منتدى الحنين الثقافي والأدبي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مجلة منتدى الحنين الثقافي والأدبي

منتدى ثقافي اجتماعي يهتم بنشر النصوص الادبية من شعر وخواطر وقصص وهمسات وجدانية
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 يا ... ريِّس{للشاعر حسن الكوفحي}

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
.الماء الصافي (انمار)




عدد المساهمات : 20
نقاط : 62
تاريخ التسجيل : 25/12/2015
العمر : 36

يا ... ريِّس{للشاعر حسن الكوفحي} Empty
مُساهمةموضوع: يا ... ريِّس{للشاعر حسن الكوفحي}   يا ... ريِّس{للشاعر حسن الكوفحي} Emptyالإثنين ديسمبر 28, 2015 11:05 am

*** قصة قصيرة .. ** يا ... ريِّس !! .. *27_12_2015
‫#‏حسن_علي_محمود_الكوفحي‬ ... الأردن .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
استبدَّ وطغى الشّوقُ .. بأبي الليل .. وتجبَّرَ فيهِ الحنين وهو يصغي لصوتِ وديع الصّافي وهو يشدو .. عندك بحريّة يا ريّس ... ودارت به الأرضُ ومادت .. ثم انبثقَ من صخرِ حنينه على أرضِ الأجداد ....
كانت تبدو له وكأنّها خيطُ دخانٍ واهنٍ تائهٍ يحاولُ مغالبة سماءٍ صلدةٍ .. فينكفىء إلى ذاتهِ حسيرا .. فيبادر إلى طرد الصورةِ من رأسهِ .. فتقتحمهُ صورةٌ أخرى .. كعقدٍ قُطِعَ سببهُ وتبعثرت حبّاته.. وقد تلقّفتها رؤوسٌ كبيرة شيطانيّة .. فيعدو عاضاً طرفَ ثوبه بأسنانهِ إلى نبذِ الصورةِ ومحوها من مخيلته ....
تراهُ ما بين صورةٍ وأخرى يبحثُ عن الموتِ ولا يجدهُ .. حَزَنَاً
لِما يرى ... لكن أنّى .. لأبي الليل ..الفرار من رأسه وقلبه .. صورةٌ أخرى تجتاحهُ لسفينةٍ تعالجُ الأنواءَ مثخنة بالصّدوعِ والشّروخ .. تلقائياً وجد نفسهُ يعدُّ الصّدوعَ .... واحد .. اثنان .. ثلاثة .... بغتةً زمجرَ .. أبو الليل .. كالأسد ... السّفينة ياريّس .. تا انشم اترابا .. يا ريّس .. يا ريّس .....
ما كانت هذه الأغنيةُ لِتروقَ لزوجةِ .. أبي الليل .. التي تدرأُ عنهُ ما يزعلُ .. وتخشى عليه من النّسائم البحرية الغربيةِ .. ونعتت الأغنية بالمغثةِ للبال .. والمعكّرةِ للدمِ .. حرّكتْ قرصَ المذياعَ النّاطفِ حنينا على غير هدى .. لِينطلقَ منهُ ... يا ابا الخيل شدّ المهرة العاتية .. مثل الطير نا وشني البندقية ...
لم يُعنّفها مثلما كانت تتوقع .. ورأتهُ راقصاً.. حاجلاً .. مصفّقاً .. مترنِّحا .. مردّداً الأغنيةَ بطريقةٍ هستيريّة ... كما ورأتهُ في حركةٍ خاطفةٍ يتخذُ عصا المكنسةِ بندقيةً .. وشرعَ بإطلاقِ النارِ في كلِّ اتجاهٍ .. حتى طالتها نُتَفُ بصاقهِ المتناثر .. هو الآن جملٌ هائجٌ يحملُ بندقيّةً مذخّرةً بالزّبد المتطاير .. صُعقت العجوزُ لمّا رأتهٌ يحوّل العصا حصاناً .. ثم سيفاً .. راحَ يبارزُ بهِ ويضربُ بقوّةٍ .. ويطعنُ الأعداء ... خذها من يدِ خالد .. خذها من يدِ سعد .. خذها من يدِ عنترة ...
أمُّ الليل .. تلطمُ وجهها وتصيرُ شاعرة ... جُنَّ العجوز .. سينفلقُ كبدهُ كمداً وشوقا .. كالخيل الأصيلةُ تموتُ إنْ فارقها خيّالها .. يا ناري عليهِ .. أصيل ولا شيء بيديه ...
باغتها .. أبو الليل .. وجعل العصا يدَ مهباشٍ يدقُّ به الأرضَ ويغني ... دقَّ المهباش يا سويلم خلي النيران شعّالة .. هيييه ...ثم آبَ ليتماشى مع أغنيةِ .. يا ابا الخيل ....
لمْ تنسَ العجوزُ وهي تُبادرُ إلى إسكاتِ المذياع .. أنْ تَقُدَّ جيبَها .. وتضعُ كلَّ اللومَ عليهِ .. رفعتِ المذياعَ إلى الأعلى ثم هوتْ بهِ على الأرضِ .. فتقطّعتْ أوصالهُ وما عاد يشدو بشيءٍ ....
أبوالليل .. لمْ يردِ الهطولَ .. ولا النّزفَ .. هو يعلمُ حقيقةَ السنين التي امتصّتْ على هواها قواه وطاقاتهِ .. لكنّ الغيومَ لا تأخذُ الإذنَ من أحدٍ إذا ما آن أوانُ الهطولِ .. فقد خرَّ بجوارِ مذياعهِ متمتماً بكلماتٍ ... الأرضُ مهادُ المطر .. ورحمٌ للبشر .. وضميرُ الغيب .. وفيها أغيب ...
طغتْ وعلتْ ولولاتُ العجوزِ واستصراخاتها .. في هذا الخلاء الموحش والكئيبِ .. وتضيع نداءاتها في غياهب شقوق وصدوعِ السّفينةِ .. في حين رجلها يهربُ منها إلى الفناءِ .. ورأتْ نفسها برباطة جأشٍ تدنو من الجسدِ المسجى .. تنبشُ الثوبَ عن صدرهِ .. وفركتهُ .. فركتهُ .. ثم نقلتْ كفيها المتصلّبتين إلى خديهِ المتجعدين وفيهما وميض دفءٍ .. دعكتهما .. طبطبتْ .. دعكتْ .. وهوتْ على صدرهِ بأذنها تتسقّطُ أخبارَ قلبهِ .. بالكاد سمعتْ شيئاً .. وكأنها دقاتُ آتيةٌ من قلبِ طفلٍ .. والطفلُ في بطنِ أمّهِ .. والأمُّ في قعرِ بئرٍ عميقةٍ .. والبئرُ خلاءٍ موحشٍ كئيب ... لعلّها توهمتِ الدّقاتِ ....
نظرتْ إلى وجههِ تملّتْ منهُ عميقاً .. سرتْ أنفاسه دافئةً في روحها .. لمعتْ في رأسها فكرةٌ حمدتِ اللهَ عليها كثيرا .. موقنة أنها الحل .. وبدأتْ تناديهِ بأحبِّ الأسماءِ إليهِ .. اسما .. اسما .. لكنها في غمرة المناداة .. والشوقِ إلى يقظتهِ من جديدٍ .. لمْ تناديهِ بآثر وأحبِّ الأسماءِ إليهِ .. الذي منه يتسامقُ علوّاً جميعُ معشوقاته إليهِ ...
كادَ .. أبو الليل .. يصحو .. يُفيقُ .. ينتَفِضُ كالعنقاء من تحتِ سجُفِ الموتِ وحجبه ..........
لالالا وألفُ لا ..
العجوزُ لمْ تُجن .. ولنْ يجرءَ الخَرفُ على الاقترابِ منها ...
هي كصخرِ البتراء .. وكلُّ ما تستطيعُهُ الأيام فعلهُ أن تلقي التحيةَ عليها وتمضي ....
هي عاشقةٌ مثلي .. بل سيّدةُ العاشقين ...
أعلمُ لماذا تتظاهرُ أمامي بعدمِ العشقِ .. من أجلي .. وحفاظاً على قلبي الواهن .. لكنّني الآنَ أشعرُ بقوّةِ قلبي .. كما لم أشعرُ بقوّتهِ من قبل ...
ستناجيني باسمها .. أجل .. لا يوجدُ ما يبرّرُ صمتها .. أو خوفها عليّ .. تتذكّرين كلَّ تلك الأسماءَ .. وتنسين اسمها .. وا .. أسفاه يا أمَّ الليل الباكي .. تنسين تميمة النّجاةِ وحبَلَ السُّرّة ...
ماذا سيكونُ حالكِ وحالي بعدها ..ها .. ماذا سيكون ....
لالالا وألف لا ...
هي لمْ تنسَ .. هذا يقيني .. مَنْ تحفظِ الأسماءَ المنقوشةَ والمحفورة على جبينِ قلبها .. لا يمكن أنْ تنسى .. هذا مستحيل ....
أنتِ إذاً تختبرينني .. أتختبرينَ عشقي وحبي .. يا للعار .. وكأنّ رقدتي هذه تبيحُ الشّكَ بعشقي ...
يا للخسارة يا أمَّ الليل السّرمدي ..
سوفَ أعدُ لكِ إلى الرقمِ ثلاثة .. وإذا لم تناجني باسمها .. سوفَ أنفذُ إليكِ من جلدي .. وصمتي .. وموتي .. والبرودةُ التي تسكنُ فيّ ...
سوفَ أغنّي لكِ أغانٍ تُغِثُ البالَ .. وتعكّرُ الدّمَ .. وسترينَ نفسكِ غيمةً تهطلُ عشقاً ... لماذا كسّرتِ المذياعَ إذاً ...
لأوّل مرّةٍ في حياتي أرى البحر يتكسّرُ وتحتسيهِ اليابسةُ ...
تعلمين .. أحبُّها كثيراً ... عندك بحريّة يا ريّس .. ودينا بلدنا يا ريّس .. تا انشم اترابا يا ريّس .... ريحة أرضينا .. يا ريّس .. عم بتنادينا يا ريّس .. يا ريّس .....
ياااااه .. ياه .. يالهذه التّاء .. والنونِ .. والشين .. والميم .. أصيرُ رميماً ولا تبلى هذه الكلمةُ من شفتي ...
هيّا قوليها ..... قوليها .. قو .. ق .........................
أبو الليل .. لا يعلمُ بعدُ أنها في طريقها إليهِ .. لذلك توقّفَ فجأة عن الكلامِ عندما ضمهما القبرُ معاً .. وظلا يتناجيانِ باسمها ......
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
يا ... ريِّس{للشاعر حسن الكوفحي}
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» عشق بلا قُرب {للشاعر عاطف نور}
» يا قلب {للشاعر منذر قدسي}
» مَجْنون نورْ{ للشاعر محمد عيني المنسي}
» لنا وطنٌ{للشاعر نبيل جباري}
» درة المعمورة {للشاعر ناصر رباع }

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مجلة منتدى الحنين الثقافي والأدبي :: منتدى الخواطر :: منتدى الشعر-
انتقل الى: